تاريخ من الابتكار في عالم الساعات الذكية
في البداية، كانت ساعات تيك ووتش من موبفوي مجرد محاولة جريئة لدخول سوق الساعات الذكية، لكنها سرعان ما أصبحت رمزاً للقيمة الحقيقية. تخيلوا، منذ سنوات قليلة، عندما أطلقت الشركة أول نموذج لها في السوق الأمريكي، كان يعتمد على نظام تشغيل خاص بها مبني على أندرويد. لم يكن الأمر سهلاً، خاصة مع المنافسة الشرسة، لكن موبفوي قررت الالتزام بسرعة مع نظام أندرويد وير، ثم الانتقال الكامل إلى وير أو إس. هذا التحول جعلها واحدة من اللاعبين الرئيسيين، وأنتجت أكثر من عشرات النماذج خلال السنوات السبع الماضية، كل واحدة تحمل لمسة من الابتكار الذي يجعلك تفكر: لماذا نضحي بالبطارية مقابل الشاشة اللامعة؟
الشاشة المزدوجة التي غيرت قواعد اللعبة
أتذكر جيداً ذلك النموذج الذي أحدث ضجة في 2018، تيك ووتش برو، مع شاشتها المزدوجة الطبقة التي سمحت ببطارية تدوم أياماً كاملة دون الحاجة إلى شحن يومي. كانت فكرة عبقرية، تجمع بين الوضوح في الاستخدام اليومي والتوفير في الطاقة للأوقات الطويلة. استمرت هذه الميزة في الإصدارات اللاحقة، مما جعل الساعات هذه خياراً مفضلاً للرياضيين والمغامرين الذين لا يريدون القلق بشأن كابل الشحن في منتصف الطريق. ومع ذلك، لم تكن كل شيء مثالياً؛ التصميم الجذاب والسعر المنخفض جذب الكثيرين، لكن الجانب الآخر كان يلوح في الأفق، شيء يجعلك تتساءل عن مدى التزام الشركة بالجودة الكاملة.
تأخير التحديثات يثير الإحباط
المشكلة الحقيقية التي أزعجت الكثيرين كانت بطء التحديثات البرمجية، وهذا ليس سراً لأي شخص يتابع عالم التكنولوجيا. خذ على سبيل المثال، وصول وير أو إس 3 إلى هذه الساعات؛ استغرق الأمر عاماً كاملاً تقريباً قبل أن يصل، مما ترك المستخدمين يشعرون بالإهمال في زمن يتسارع فيه التقدم. الآن، مع صمت موبفوي التام حول وير أو إس 6، وهدوءها النسبي بشأن الإصدار 5، يبدو الأمر وكأنه إشارة واضحة إلى مشاكل أعمق. الإصدار الأخير، تيك ووتش أطلس، الذي جاء قبل أكثر من عام، حمل معالجاً قوياً من سناب دراجون، لكنه أُطلق مع نسخة قديمة من النظام، وهذا يجعلك تشعر بأن الشركة كانت تركض خلف الريح. ربما كان ذلك السبب في أن يفقد البعض الثقة، فالساعة الذكية ليست مجرد جهاز، بل رفيق يومي يحتاج إلى دعم مستمر.
غياب مفاجئ من الأسواق
اليوم، إذا بحثت عن تيك ووتش على أمازون، ستجد النتائج فارغة تقريباً، مع إشعارات "غير متوفر حالياً" في كل مكان. وعلى موقع موبفوي نفسه، يبدو الأمر أكثر غرابة؛ قائمة المنتجات تتحدث عن آلات الجري والمسجلات الصوتية الذكية، بينما الساعات الذكية تختبئ في شريط تمرير على الصفحة الرئيسية، غير متاحة للشراء. هذا الغياب ليس مصادفة، خاصة بعد أكثر من عام من الصمت التام حول إصدارات جديدة. عندما سُئلت الشركة، جاء الرد بسيطاً: لا أخبار جديدة عن خط تيك ووتش، لكن الأجهزة الحالية ستحصل على الدعم الأساسي. كلام مهذب، لكنه يترك طعماً مراً، كأنك تسمع وداعاً غير مباشر لعصر كامل من الابتكار.
تأثير على مستقبل وير أو إس
مع رحيل موبفوي عن وير أو إس، يشعر المشهد بفقدان آخر، بعد أن أغلقت فوسيل أبوابها في هذا المجال قبل فترة، وانتقلت تاغ هوير إلى نظام تشغيل خاص بها لتدعم أجهزة آيفون بشكل أفضل. الآن، يبقى القليلون الذين يحملون راية النظام: جوجل مع بيكسل ووتش، سامسونج التي تتقدم بخطى واسعة، وون بلس في بعض الأسواق، بالإضافة إلى شاومي وأوبو في مناطق معينة. هذا التراجع يجعلك تتساءل عن مدى الاستدامة لهذا النظام، خاصة في عالم يميل نحو التوافق بين الأندرويد والآيفون. ربما يكون هذا الوقت مناسباً للتفكير في ما يأتي بعد، لكن في الوقت الحالي، يبدو الأمر كأن صفحة قد انقضت بهدوء، تاركة ذكريات جيدة ممزوجة ببعض الندم.