مراجعة هاتف دوجي في ماكس إل آر: قوي لكن غير مثالي

في عالم الهواتف الخاصة بالمغامرين والعاملين في الظروف القاسية، يبرز اسم دوجي دائمًا كخيار يجمع بين القوة والتحمل. الهاتف في ماكس إل آر، الذي يشبه أخاه في ماكس بلاي إلى حد كبير، يأتي مع بطارية عملاقة تجعله يدوم لأيام دون شحن، وهذا وحده يجعل الكثيرين ينظرون إليه بعين الرضا. لكن هل يستحق كل هذا الضجيج؟ دعوني أخبركم، بعد تجربة ميدانية سريعة، أن الأمر ليس بهذه البساطة. التصميم الخارجي، مع ذلك، يلفت الانتباه فورًا؛ جسم معدني سميك يشبه الدروع القديمة، مقاوم للماء والغبار والصدمات، وشاشة كبيرة محاطة بحواف عريضة قليلاً، كأنها مصممة لمن يعملون بيديهم أكثر مما يتصفحون.

التصميم والشعور باليد

عندما أمسكت بهاتف في ماكس إل آر لأول مرة، شعرت بثقله الذي يصل إلى 500 جرام تقريبًا، وهو أمر يذكرني بتلك الأيام التي كنت أحمل فيها أدوات العمل الثقيلة في المزرعة مع أبي. ليس خفيفًا مثل هواتف اليوميات الأنيقة، بل يشبه أكثر سيارة دفع رباعي صغيرة في جيبك. الغلاف الخلفي المطاطي يمنح قبضة جيدة، وهناك حتى دعامة مدمجة تسمح بمشاهدة الفيديوهات دون عناء. أما الشاشة، فهي بحجم 6.58 إنش، بدقة FHD+، ومعدل تحديث 120 هرتز يجعل التمرير سلسًا إلى حد ما. ومع ذلك، في ضوء الشمس الساطع، يصعب قراءة النصوص أحيانًا، كأن الجهاز يقول لك "استخدمني في الداخل أو تحت الظلال". هذا التصميم ليس للأناقة، بل للصمود، وهو ينجح في ذلك، لكنه يجعلك تفكر مرتين قبل حمله في جلسة عشاء رومانسية.

الأداء والمعالج

تحت الغطاء، يعتمد الهاتف على معالج ميديا تيك هيلميو G99، الذي ليس وحشًا في عالم الجيمنج الثقيل، لكنه يتعامل مع المهام اليومية بكفاءة معقولة. تشغيل تطبيقات مثل الواتساب أو الخرائط لا يسبب أي تأخير ملحوظ، وفي الاختبارات، حقق درجات جيدة في الـ AnTuTu حول 350 ألف نقطة. الذاكرة العشوائية 12 جيجابايت (مع 8 إضافية افتراضية) والتخزين 256 جيجابايت يعنيان أنك لن تواجه مشكلات في تعدد المهام، حتى لو كنت تفتح عشرات التبويبات. لكن، في الألعاب مثل PUBG، يبدأ الجهاز في الاحترار بعد جلسة قصيرة، وهو أمر يجعلني أتساءل إن كان المهندسون في دوجي يفكرون في اللاعبين الجادين أم فقط في الذين يريدون هاتفًا يصمد أمام المطر. على الجانب الإيجابي، نظام التشغيل أندرويد 14 يأتي نظيفًا نسبيًا، مع واجهة بسيطة لا تثقل كاهل المستخدم.

البطارية: النجم الحقيقي

إذا كان هناك شيء يميز في ماكس إل آر حقًا، فهو البطارية الضخمة بسعة 22000 مللي أمبير، والتي تستمر لأكثر من أسبوع في الاستخدام الخفيف. في اختباراتي، استمرت يومين كاملين مع تشغيل فيديوهات وتصوير، وهذا يجعلها مثالية للمسافرين أو العمال في المواقع النائية. الشحن السلكي بقوة 33 واط يستغرق حوالي ثلاث ساعات للشحن الكامل، وهناك دعم للشحن اللاسلكي بـ 15 واط، لكن الشحن العكسي يبطئ الأمور قليلاً. تخيل أن تكون في رحلة تخييم وهاتفك يعمل كمصدر طاقة لساعة يد ذكية أو سماعات – هذا الشعور بالأمان لا يُقدَّر بثمن. ومع ذلك، الوزن الإضافي بسبب هذه البطارية يجعلك تشعر بأنك تحمل حقيبة ظهر مصغرة في يدك.

الكاميرا والصوت

الكاميرا الرئيسية بدقة 108 ميجابيكسل تبدو واعدة على الورق، لكن في الواقع، الصور جيدة في الإضاءة الطبيعية الجيدة، مع تفاصيل حادة وألوان حية، لكنها تتعثر في الإضاءة المنخفضة حيث تظهر الضوضاء والتشويش. الواسعة 20 ميجابيكسل مفيدة للمناظر الطبيعية، أما الماكرو فهو مجرد إضافة للمتعة أكثر من كونه أداة احترافية. في الفيديو، يصل إلى 4K بـ 30 إطارًا، لكن الاستقرار ليس الأفضل. أما الصوت، فيأتي من مكبرين قويين يملآن الغرفة، مع دعم للـ Hi-Res Audio، مما يجعل الاستماع إلى الموسيقى أثناء العمل متعة بسيطة. هنا، أشعر أن دوجي ركزت على الوظيفة أكثر من الإبداع، وهو اختيار يناسب جمهورها المستهدف، لكنه يترك مجالًا للتحسين إذا أردت هاتفًا يلتقط ذكرياتك بجودة استثنائية.

السعر والقيمة

مع سعر يقارب 300 دولار، يقدم في ماكس إل آر قيمة جيدة لمن يبحثون عن هاتف يتحمل الإساءة دون أن يفقدوا الاتصال بالعالم. هو ليس للجميع، خاصة إذا كنت تفضل التصميم النحيف، لكنه يبرز في فئته كخيار اقتصادي للقوة. في نهاية اليوم، إذا كنت من النوع الذي يسقط هاتفه في الوحل أسبوعيًا، فقد يكون هذا الصديق المثالي الذي لن يخذلك.

إرسال تعليق

أحدث أقدم