بدأ الأمر كله مع إعادة تصميم شعار غوغل، حين أنشأت الشركة خط برودكت سانز لتحديث مئات التركيبات الخاصة بالمنتجات، تلك الترتيبات الثابتة التي تجمع الشعار مع اسم كل منتج، غالباً ما تراها في الزاوية العلوية اليسرى من التطبيقات. كان الخط مبنياً على الأشكال الهندسية النظيفة للشعار الجديد، مع تكرار الأنماط الهندسية وحروف متلاصقة بشكل مثالي، مما جعله مناسباً تماماً للأسماء الكبيرة في الأحجام الكبيرة.
لكن مع الوقت، ظهرت حاجة لشيء أكثر مرونة في الواجهات والإعلانات. هنا جاء غوغل سانز، الذي طورته ورشة كولوفون فاوندري، ليحسن الأشكال والمسافات، ويمثل العلامة التجارية بقوة أكبر. ثم تطور الأمر إلى غوغل سانز تيكست، أطول وأضيق قليلاً، أقل دائرية، مع مسافات أفضل وأرقام أقل هندسية، ليتناسب مع النصوص الصغيرة ويحافظ على التوافق مع خط روبوتو الشهير.
★ تطور مستمر يعكس احتياجات العصر
مع إضافة الدعم للغات غير اللاتينية، مثل العربية والصينية والتايلاندية، أصبح غوغل سانز واحداً من أكبر عائلات الخطوط في العالم، يحتوي على مئات الآلاف من الرموز عبر عشرات الأنظمة. ولم يتوقف التطور عند هذا الحد. جاء غوغل سانز مونو للسياقات ذات العرض الثابت، ثم غوغل سانز كود لقراءة الأكواد بسهولة أكبر.
الآن، في عصر ماتيريال 3 التعبيري، يأتي غوغل سانز فليكس، الذي طورته فونت بيورو وباثفايندرز، ليحل مشكلة كبيرة في الإصدارات السابقة: نقص التعبير الدقيق الذي يسمح بمطابقة مزاج المنتج أو تفضيلات المستخدم. هذا الخط يمنح المصممين سيطرة دقيقة على ستة محاور تصميمية مختلفة، مثل الوزن والعرض والحجم البصري والميلان والدرجة والاستدارة.
تخيل أنك تستطيع نحت النصوص في الواجهة بدقة مذهلة، تجعلها هادئة كالهمس بتعديل الوزن، أو قوية وخشنة، أو شخصية ولعوبة بضبط الاستدارة قليلاً. هذه التعديلات الدقيقة تغير تجربة القراءة تماماً، تجعل التصميم أقرب إلى القلب.
★ لماذا الفتح المصدر الآن؟
بفتح مصدر غوغل سانز وغوغل سانز فليكس للجميع، تريد غوغل أن يستخدم المطورون والمصممون هذه الخطوط لسد الفجوة البصرية بين تطبيقاتها الرسمية وتلك الخارجية. الهدف بسيط لكنه طموح: تجربة موحدة أكثر عبر الأجهزة والمنصات، واجهات أوضح وأكثر راحة للعين، مهما كان المكان الذي يتعامل فيه المستخدم مع التكنولوجيا.
في النهاية، هذا الخط المتغير ليس مجرد أداة تقنية، بل طريقة لجعل التصميم الرقمي أكثر شخصية وإنسانية، شيء يشعر به المرء يومياً دون أن يلاحظه دائماً. ومع توفره مجاناً، قد نرى قريباً تغييرات جميلة في الكثير من التطبيقات والمواقع حولنا.