صفقة بيع عمليات تيك توك في أمريكا أصبحت واقعاً بعد تأجيلات متكررة

تفاصيل الاتفاق الجديد

يبدو أن الملحمة الطويلة حول مصير تيك توك في الولايات المتحدة اقتربت من نهايتها أخيراً. بعد سنوات من الجدل والتهديدات بالحظر، وقعت الشركة الأم بايت دانس اتفاقاً يقضي بفصل عمليات التطبيق في أمريكا إلى كيان جديد مستقل. هذا الكيان، الذي يحمل اسم تيك توك يو إس دي إس جوينت فينتشر، سيتم إدارته بشكل مشترك مع مستثمرين أمريكيين بارزين.

الأمر لم يكن سهلاً، بالطبع. مر التطبيق بفترات إغلاق قصيرة وتمديدات متكررة للمهل، خاصة مع تبادل الإدارات في البيت الأبيض. لكن الآن، مع توقيع العقود الملزمة، يتجه كل شيء نحو إغلاق الصفقة في يناير المقبل، إلا إذا حدثت مفاجآت أخرى، وهو أمر اعتدنا عليه في هذه القضية.

الأطراف ال والحصص

في قلب الصفقة، تبرز أوراكل كلاعب رئيسي، إلى جانب شركة الاستثمار سيلفر ليك، وصندوق إم جي إكس المدعوم من أبو ظبي والمتخصص في الذكاء الاصطناعي. هؤلاء المستثمرون سيحصلون معاً على نحو خمسين في المئة من الكيان الجديد، بينما يحتفظ مستثمرو بايت دانس الحاليون بحوالي ثلاثين في المئة، وتبقى للشركة الأم الصينية حصة أقل من عشرين في المئة. هيكل يبدو متوازناً، لكنه يضمن سيطرة أمريكية واضحة، وهو ما كان مطلباً أساسياً منذ البداية.

ما يثير الاهتمام حقاً هو دور أوراكل في إدارة البيانات والخوارزمية. الشركة، التي لها علاقات قوية في وادي السيليكون، ستشرف على جوانب الأمان البرمجي، وهذا يعكس مخاوف الأمن القومي التي دفعت كل هذا الضجيج أصلاً.

تغييرات في الخوارزمية والمحتوى

أحد أبرز الجوانب التي كشف عنها الرئيس التنفيذي شو زي تشو في رسالة داخلية للموظفين، هو إعادة تدريب خوارزمية التوصيات بالكامل على بيانات المستخدمين الأمريكيين فقط. الهدف المعلن: ضمان أن يكون تدفق المحتوى خالياً من أي تأثير خارجي. فكرة تبدو منطقية على الورق، لكنها تثير تساؤلات عملية. هل سيلاحظ المستخدمون تغييراً في ما يظهر على شاشاتهم؟ ربما قليلاً في البداية، ثم يعتادون عليه، كما حدث مع تغييرات أخرى في التطبيقات الكبرى.

بالإضافة إلى ذلك، سيتولى الكيان الجديد مسؤولية الإشراف على المحتوى والتعديل، مع ضمانات أمنية إضافية. خطوات تبدو ضرورية لتهدئة القلق الأمريكي من نفوذ صيني محتمل، خاصة مع ملايين المستخدمين الذين يقضون ساعات يومياً على المنصة.

السياق الأوسع

هذه الصفقة ليست مجرد صفقة تجارية عادية. هي نتيجة توترات جيوسياسية ممتدة، وقلق حقيقي من كيفية تعامل الشركات الصينية مع البيانات. في الوقت نفسه، تيك توك أصبح جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الرقمية الأمريكية، خاصة بين الشباب. الحظر الكامل كان سيثير ضجة كبيرة، لذا جاء هذا الحل الوسطي كخيار معقول.

مع اقتراب الإغلاق النهائي، يبقى السؤال: هل سينتهي الجدل هنا؟ ربما مؤقتاً، لكن في عالم التكنولوجيا، دائماً ما تظهر تحديات جديدة. على الأقل، يمكن للمستخدمين التنفس الصعداء قليلاً الآن، فالتطبيق سيبقى متاحاً، وربما أكثر أماناً مما كان.

إرسال تعليق

أحدث أقدم