بعد أربعة عشر عامًا من الهيمنة الكورية الجنوبية، يبدو أن أبل تستعد لاستعادة عرش شحنات الهواتف الذكية عالميًا، وذلك بفضل توقعات تشير إلى بيع أكثر من ٢٤٣ مليون جهاز آيفون هذا العام، مما يمنحها حصة سوقية تقدر بنحو ١٩.٤٪. أما سامسونج، التي تحتل الصدارة حاليًا، فمن المتوقع أن تشحن ٢٣٥ مليون وحدة فقط، لتبقى متخلفة قليلاً بحصة ١٨.٧٪. هذا التقارب يذكرنا بكيف تتقلب الأمور في عالم التكنولوجيا، حيث يمكن لسلسلة منتجات واحدة أن تغير المعادلة بين عشية وضحاها.
نجاح سلسلة آيفون ١٧ كان الدافع الرئيسي وراء هذا الانتعاش، إذ شهدت الشحنات في الربع الثالث زيادة بنسبة ٩٪ مقارنة بالسلسلة السابقة. وفي الولايات المتحدة، بلغ الطلب في الأسابيع الأربعة الأولى بعد الإطلاق ارتفاعًا بنسبة ١٢٪، بينما في الصين – ذلك السوق العملاق الذي يثير دائمًا الجدل – جاءت الأرقام أعلى بنسبة ١٨٪. من الطريف أن تفكر كيف أن بعض المستخدمين هناك يفضلون الآيفون رغم الخيارات المحلية الرخيصة، ربما بسبب ذلك البريق الذي يأتي مع شعار التفاحة.
ويأتي هذا الزخم في وقت يتزامن مع دورة ترقية للمستهلكين الذين اشتروا هواتفهم خلال جائحة كورونا، فهم الآن يبحثون عن تحديثات جديدة بعد سنوات من الاستخدام اليومي الشاق. ومع مرور الوقت، من المتوقع أن يتسع الفجوة بين المنافسين، حيث تبدو أبل قادرة على الحفاظ على هذه الصدارة حتى نهاية العقد الحالي، وهو أمر يجعلك تتساءل إن كانت سامسونج بحاجة إلى خطة أكثر جرأة لاستعادة توازنها.